تناقلت بعض صحفنا المحلية خبر تصنيف الجامعات الذي أظهرته ويبو ماتريكس (Webometrics)، وما حضيت به بعض جامعتنا السعودية في قائمة التصنيف. قد يبدوا من الوهلة الأولى أن هذا التصنيف يختص بتصنيف العالمي المعني بالتقييم للجامعات من خلال تقييم البنية التحتية والإنتاج الفكري لأعضاء هيئة التدريس وكذلك الإسهام العلمي للمؤسسات الأكاديمية في الحركة التنموية من أمثال القطاعات الحكومية وشبه الحكومية والقطاعات الخاصة.
بيد أن حقيقة الأمر أن هذا التصنيف يعتمد معايير مغايرة عن ما سبق ذكره، لكن بلا أدنى شك أنها نتاج ما سبق من المعايير. وهذه المعايير تختص في المقام الأول بتقييم دور الجامعات في المبادرات الوصول الحر وكذلك الوصول الالكتروني للمنشورات العلمية وغيرها من المواد الأكاديمية، ذلك كما ورد في موقع ويبو ماتريكس. وقد نص الموقع في تعريفه للتصنيف المتبع أن الهدف ليس لتصنيف المؤسسات الأكاديمية بل لتقييم مواقع تلك المؤسسات من خلال إتاحة محتواها على الشبكة العنكبوتية. بالإضافة إلى مجموعة من المعايير الأخرى المتبعة في عملية تصنيف مواقع الجامعات على الصعيد العالمي مثل البحث من خلال موقع الجامعة على الشبكة العنكبوتية.
أما عن المعايير المتعلقة بالوصول الحر والاتصال العلمي وهي الهدف من التصنيف وعمق القنينة، فلقد أتخذ بعض المقاييس التي تساعد في قياس مدى تكامل تلك المعايير وعلى سبيل المثال مقياس الحجم للموقع والشكل ومدى تأثيره على قابلية الاستفادة والاستخدام للموقع. بالإضافة إلى أن التركيز كان على المخرجات العلمية للمواقع الجامعية مثل الأوراق المحكمة والمشاركات في المؤتمرات والرسائل الجامعية وإتاحتها. وقد روعي في المعايير مدى توافر المكتبات الرقمية والمقررات الدراسية وثائق حلقات النقاش و قواعد البيانات من خلال موقع الجامعة. بالإضافة إلى تكامل مصادر المعلومات والبيانات المقدمة من خلال الموقع، وسهولة الوصول إلى تلك المعلومات من خلال وجود محرك بحث محلي و خريطة الموقع Site Map أو توافر محركات البحث العامة مثل جوجل أو ياهو. وقد تم الاعتماد على بعض المؤشرات في قياس تكامل تلك المعايير، والتي هي الحجم - أو إن صح التعبير- كم الصفحات التي يمكن استرجاعها من خلال محركات البحث العامة مثل جوجل. أيضاً الروابط التي تشير إلى موقع الجامعة (inLinks) من خلال استخدام محركات البحث التي توفر تلك الخدمة. وقياس مدى توافر الملفات وكمها في موقع الجامعة مثل ملفات (doc. pdf . ppt . ps). وأخيراً مدى توافر الأوراق العلمية والرسائل الجامعية المتاحة على شبكة العنكبوتية والتي تشير إلى إنتاج أفراد الجامعة من أعضاء هيئة تدريس وباحثين وغيرهم، وقد استخدم جوجل سكولار من أجل اقتطاف تلك المعلومات.
من نافلة القول أن الوصول الحر أصبح حركة عالمية لنشر المعرفة والاتصال العلمي، بل وهاهو يثبت كمعيار لتقييم الجامعات على المستوى العالمي. و هنا لفته ينبغي أن تراعى في هذه الحركة حول ما دور جامعاتنا السعودية بل العربية في مجال الوصول الحر؟ وماذا قدمت تلك الجامعات للوصول الحر؟. قبل فترة وجيزة كنا في نقاش حول تصنيف جامعتنا السعودية على المستوى العالمي، وقد كانت في مؤخرة السباق العلمي، واليوم نحن ما زلنا نكبوا ونتعثر في سباق الصدارة بل حتى في سباق الوجود.
لذلك ينبغي أن نشحن الهمم لمواكبة العالم في مجال التمييز الأكاديمي والعلمي من حيث دعم الوصول الحر وتنمية مقوماته في أوساطنا العلمية. ولعل المدونة قد سجلت قصب السبق على المستوى العربي، لاستحثاث الهمة والنهوض إلى القمة.
لذا أرجوا من كل قارئ أن يتصفح المدونة جيداً ليتعرف على الوصول الحر عن كثب ويتعرف على دوره في الحركة العلمية والثقافية.