نقلاً عن مدونة بيتر سابر
صدر مؤخراً وراقية شارحة (إن صح التعبير والأخذ بالمفهوم تجاوزً) من تشارلز بيلي تحت عنوان " المستودعات المؤسسية: (العنوان الشارح بالفرنسي ولم أتمكن من اختيار ترجمة موفقة بالرغم من استخدام العملاق العم جوجل)"
يقدم فيه المؤلف أن هذا العمل يضع الملامح الأساسية للمستودعات المؤسسية وما يتعلق بها من خلال الوثائق المتاحة مباشرة أو الروابط ذات الصلة. ويبتدئ المؤلف بالتعريف بالمستودعات المؤسسية وما يرتبط بها من أهمية بالنسبة للمؤسسات العلمية والتعليمية. ومن ثم يعرج المؤلف إلى ابرز دعامة من دعامات المستودعات المؤسسية وهو الأرشفة الذاتية أو إن صح التعبير الإيداع الذاتيMandate . ويعقب بذلك بتساؤل محوري وهو ما إن كان نظامي إيداع المقالات العلمية في المستودعات الرقمية.
وفي نقلة للجانب المضيء للمستودعات المؤسسية من حيث انتشار استخدامه، فإن المؤلف يشير إلى هذه الحيثية، لأنها وبطبيعة الحال ذات علاقة بشيوع أعمال أصحاب المقالات المودعة وارتفاع رصيد المقالة من الاستشهاد المرجعية. ولكي يضع المؤلف القارئ في صورة الواقع ويضعه أمام السبطانه فإنه يحيله إلى دليل مستودعات الوصول الحر وكذلك إلى مستودعات الوصول الحر المسجلة.
ينتقل المؤلف بطريقة منهجية لكي يلقي الضوء على البرمجيات المستخدمة في المستودعات المؤسسية في إشارة خافته إلى النواحي التنظيمية في تلك المستودعات. ولا يقف إلى هذا المسار بل ينقل القارئ الجانب الملامس للباحث الراغب في عملية الإيداع في تلك المستودعات الرقمية من حيث مدى السهولة أو الصعوبة المترتبة على تلك العملية. كما أنه يتيح للقارئ أن يتعرف على القنوات التي تربط القارئ بالمستودعات وما يستجد بها من خلال المجموعات البريدية. ومن ثم ينهي ببليوجرافيته أو إن صح التعبير ويبلوجرافيته ( وراقيته – بالمناسبة من الجيد أن يكون هناك نقاش حول أيجاد مصطلح مرادف لويبلوجرافيه فيه من المرونة والمحاكة للمصطلح-) بمصادر للإستزاده حول المستودعات الرقمية. كما أسلفت هو يقدم للقارئ إحالات مواقع إنترنت أو مقالات متاحة على الشبكة العنكبوتية.
أود القول أن هذا العمل جداً رائع بالذات للقارئ الراغب في التعرف على المستودعات المؤسسية بصورة عامة وبدون الخوض في عمق الموضوع. لكن هناك بعض النقاط التي أراها من الأهمية بمكان التطرق لها مثلاً أنواع تلك المستودعات وبالذات ان هناك أنواع متعددة قد تسبب إلتباس لدى الراغب في إيداع نسخ من أعماله في تلك المستودعات. فلربما تكون المؤسسة الواحدة تحوي أكثر من مستودع فمثلاً مستودع للمقالات ومستودع أخر لمصادر التعلم وأخر للبيانات القابلة للاستخدام مرة أخرى. أمر أخر أراه ذي أهمية هو عدم ذكر برنامج GreenStone لإدارة المحتوى الرقمي في المستودعات الرقمية بصفة عامة. ومما يجدر الإشارة إليه أن هذا البرنامج تم تعريبه وهو قابل لتطبيق في البيئة العربية.