ما قبل إنشاء بوابـة الجامعة
الحاجة إلى دراسة لاستكشاف مدى الإفادة من المعلومات لدى منسوبي الجامعة تؤكد الدراسات ذات الصلة بأسس إنشاء البوابات والمستودعات الرقمية، أن أكثر العوامل التي تتحكم وتؤثر في هذه الأسس ، مع العوامل المادية والبشرية والتقنية (وربما قبلها): العوامل السلوكية، لدى المستفيدين الرئيسيين من خدمات المستودع الرقمي، وبصفة خاصة أعضاء هيئة التدريس والباحثين.
ومشكورة هي المجهودات التي تقوم بها الجامعة، والعمادات والمسؤولون المختصون بذلك، بصدد إنشاء بوابة الجامعة. لكن الحقيقة أن إنشاء مشروع تقني وبحثي بهذا الحجم الكبير، يتطلب في البداية لكي يتم التخطيط له بشكل أفضل ومن ثم يؤتي ثماره المرجوة، الكشف عن بعض الاتجاهات السلوكية لدى منسوبي الجامعة من أعضاء هيئة التدريس والباحثين، وبصفة خاصة بخصوص اتجاهاتهم في النشر العلمي، واحتياجاتهم من المعلومات، ومدى إفادتهم من المعلومات، وهي القضايا التي يرى الباحثون المتخصصون في إنشاء البوابات والمستودعات الرقمية أنها ذات صلة وثيقة بمحتوى البوابة، وبصفة رئيسة من الناحية العلمية والبحثية.
وبصفة خاصة، فإن هناك حاجة قبل إنشاء بوابة الجامعة، للتعرف على الواقع الحالي واتجاهات أعضاء هيئة التدريس والباحثين، فيما يتصل بما يلي:
· دوافع أعضاء هيئة التدريس والباحثين بالجامعة، في تخصصاتها المختلفة، للنشر العلمي.
· مصادر المعلومات المفضلة لديهم للنشر العلمي (كتب؛ بحوث مؤتمرات؛ مقالات دوريات؛ تقارير؛ ... إلخ).
· مرئياتهم لمزايا النشر الإلكتروني في مقابل النشر الورقي، ومدى تفضيلهم، في النشر ، لمصادر المعلومات الورقية مقابل المصادر الإلكترونية.
· مدى إفادة هؤلاء، وفي الكليات والأقسام والتخصصات المختلفة، من الحاسبات الإلكترونية.
· مدى إفادتهم من الإنترنت وخدماتها ؛ وفي أي ساعات اليوم، وفي أي أيام الأسبوع، وبأي مقدار، ولأية أغراض؛ وهل يتم ذلك من مكاتبهم أم من منازلهم أم من أماكن أخرى.
· وهل نظر هؤلاء، من قبل، إلى الشبكة العنكبوتية Web بوصفها مصدرًا للنشر؟ وكيف؟ وهل أفادوا منها من قبل لأجل هذا الغرض؟
· مدى إفادتهم من قواعد المعلومات الإلكترونية التي تتيحها عمادة شؤون المكتبات على موقعها على الإنترنت، وما هي أكثر قواعد المعلومات استخدامًا في التخصصات والأقسام المختلفة بالجامعة.
· مدى إفادتهم من قواعد البيانات الإلكترونية المجانية المتاحة على الشبكة دون أية قيود أو نقود.
· مدى معرفتهم بمفهوم الوصول الحر، وأشكاله، وآلياته، والمبادرات الدولية والوطنية التي وضعت لتشجيع هذا الأسلوب في النشر العلمي.
· مدى إفادتهم من مصادر الوصول الحر، سواء كانت دوريات أم مستودعات.
· مدى انخراطهم ومشاركتهم في الوصول الحر، سواء من حيث النشر في دوريات الوصول الحر أو من حيث الأرشفة الذاتية في أحد المستودعات الرقمية.
· وبالنسبة لغير المشاركين منهم في هذا الأمر، مدى تقبلهم له ، وموافقتهم على المشاركة فيه من خلال بوابة الجامعة.
· مدى وعيهم بقضايا حقوق التأليف ذات الصلة بالنشر الإلكتروني والأرشفة الذاتية.
إن دراسة من هذا النوع يمكن أن تكشف، ابتداءً، عن ممارسات أعضاء هيئة التدريس والباحثين في النشر العلمي، واتجاهاتهم وسلوكياتهم في النشر العلمي عامةً وتجاه النشر الإلكتروني خاصة والنشر على الشبكة العنكبوتية بصفة أخص، ومدى إفادتهم من العنكبوتية سواء للبحث عن المعلومات أو لنشر المعلومات، ومدى معرفتهم واطلاعهم على المفاهيم والاتجاهات العالمية المعاصرة والتي أصبحت تركز على الإتاحة الحرة (دون أية قيود) للإنتاج الفكري العلمي، وهو ما غدا يُعرف في أدبيات دراسات المعلومات بالوصول الحر Open Access للدراسات والمصادر العلمية.
إن المجهود الذي ينبغي بذله في إنشاء البوابة الإلكترونية، وبصفة خاصة على الصعيد العلمي والبحثي، مجهود كبير ولا شك ؛ ومن بين هذا المجهود إعداد مثل هذه الدراسات التحليلية التي لا مناص منها للسير على أسس علمية ومنهجية في التخطيط لإنشاء البوابة.
وإن التخطيط الجيد مثل هذه الدراسة، وإجراء التحليلات العميقة على البيانات المستخرجة، والخروج منها بالمؤشرات اللازمة، هو الطريق الواضح والآمن للتخطيط للمستودع الرقمي للمطبوعات العلمية الذي يعد قلب بوابة الجامعة. والناتج، كما هو معلوم، وبمشيئة الله تعالى، إتاحة أكثر حضورًا وأفضل بروزًا للمحتوى العلمي والبحثي للجامعة ومنسوبيها على الإنترنت.
د. عبدالرحمن فراج
نسخة منقحة من المقالة المنشورة بـ: مرآة الجامعة ، 29/3/2008. ص 12.