09 يناير 2008

سباق العملاقة في ميدان الوصول الحر


يبدوا أن رحى الإتاحة والوصول الحر بدأ ينحوا لاجتياح أشكال كانت مستعصية من منظومة أوعية المعلومات. وأصبح قبوله لدى الأوساط العلمية وغيرها من الناشرين مثلاً التجاريين بشكل أوسع وأكثر عقلانية. فما نبرئ بين الفينة والأخرى حتى نسمع بإنظمام دار نشر إلى قائمة داعمي الوصول الحر، واصطباغها بلون من ألوان الوصول الحر ذي الدلالات على تطبيق مفهوم الوصول الحر (إما المسير انسجاما مع المفهوم أو المسير جزئياً). ولعل التركيز كان واضحاً على ناشري الدوريات العلمية، لكن ما يجدر الإشارة له ألان هو أن الكتب لم تعد بمعزل عن فكرة الوصول الحر (والسير انسجاما أو تدريجيا أو جزئياً). فما جوجل بوك ومبادرته الجريئة في رقمنة كم كبير من الكتب وتعاون عدد من المكتبات في ذلك، إلا إيذاناً لإنبلاج مفهوم جديد لمفهوم الإتاحة. وفي الطرف الآخر مايكروسوفت عملاق البرمجيات وأنظمة التشغيل هو الآخر عندما ينحو في السير بذكاء لتعامل مع الناشرين والمؤلفين للكتب لإتاحة الكتب عن طريق الانترنت وبالضوابط المحكمة، لتجنب فوهة المدفع التي وجهت ضد جوجل إلا دلالة على الإيمان بجدوى الإتاحة المجانية مبدئيا ومن ثم الانخراط الجزئي تحت مظلة الوصول الحر. أما عن مبادرة الوصول الحر الذي أئتلاف المحتوى المفتوح فهو يمثل سيناريو أخر منسجم مع أهداف الوصول الحر المطلق، ومتحاشياً الكثير من القضايا المثارة حول حقوق الطبع. ويبدو أن الإتلاف يخطو خطى واثقة في مجاله فقد إكتسب وحضي بتأييد من قبل الكثير من المختصين ومتخذي القرار في العديد من مصانع المعلومات كدور الحفظ والاسترجاع (المكتبات مثلاً).

لعل القارئ الكريم يلمس ذلك الحماس في الانخراط لمنظومة الوصول الحر من قبل رواد وجهات متعددة مسئولة في مجال صناعة وتسويق المعلومات، مع اختلاف الدوافع والضوابط والطرق في تطبيق المبدأ. لذا فإن التساؤل الذي أللفت ترديده هو ماذا عن العالم العربي، ماذا عن الإنتاج الفكري العربي، ماذا عن مصانع المعلومات في العالم العربي؟ ما هو لون الطريق الذي ستسلكه في لسير مع حركة الوصول الحر؟ وقبل ذلك ماذا يعني لنا مفهوم الوصول الحر في عالمنا العربي.

موضوع متصل هنــــــــــــا