22 يناير 2008

هــــل لـــــــــنـــــــــا الــــــــــــحـــــــــــــــــق


اليوم هو تسأول أطرحه له جانب من الاهمية في الاتصال العلمي وبالذات عبر بوابة الوصول الحر. هذا التسأول مفاده هو:
هل يحق لنا - طلاب، باحثين، أكاديمين، علماء، محققين، وغير ذلك- أن نطلب بأن تتاح المعلومات لنا بصورة الوصول الحر، من دون أي تكاليف مالية مترتبة علينا كباحثين عن المعلومة؟
العديد من الجهات الحكومية وشبه الحكومية وحتى الخاصة تمول مجموعة من الابحاث وتتكفل بكافة نفقاتها، وفي نهاية المطاف يستأثر على تلك المعلومات من قبل جهات تسعى للربح المادي من وراء تلك البحوث (وأقصد هنا جهات النشر التجارية). وللأسف حتى خدمة تلك المعلومات من خلال قنوات النشر تلك تكون ضعيفة وبالذات في مجتمعتنا العربية، فلا تجد عمليات تكشيف ولا أستخلاص ولا ترجمة لما ينشر في العديد من الدوريات التجارية. وتجد أن الجزء الاكبر من عبء تنظيم المعرفة ملقى على جهات معينة من أمثلتها المكتبات ومراكز المعلومات. ومن ثم ماذا؟ تلمس ارتفاع اسعار الاشتراك في تلك الدوريات، تأخر في الأعداد، نقص في النسخ المتوافرة في المكتبات، رداءة في نوعية الورق مما يؤدي الى سرعة تلف النسخ الورقية، بين الفينة والاخرى تغير في حجم الدورية وعدم الالتزام في حجم ثابت لذا فسترى عمليات التركيم التي تحصل في المكتبات صعبة جداً. ناهيك عن التكاليف المترتبة بعد شراء وصول تلكم الدوريات الى المكتبة فمنها على سبيل المثال التكاليف المضافة لتكشيف وفهرسة الدوريات، أعمال التركيم والتجليد والصيانة، المساحات للحفظ، وغير ذلك الكثير مما لو حسبته المكتبات لدخلت في حسابات ليس لها بداية ولا نهاية.
ماذا عن المستفيد من الباحثين والعلماء والاكاديميين والطلاب، فكم هو صعب عندما يبدأ في البحث عن المعلومة وإستخراجها من مضانها من بين تلك الكتل الورقية، وتلك الجبال العاتيه من المجلدات، وما هو أدهى وأمر الوصول إلى الدوريات في المكتبات، فمن بين تعقيدات الاتاحة الى التشتت الجغرافي، إلى قلة وضعف الضبط الببليوجرافي، وندرة الخدمات المعلوماتية كالتكشيف والاستخلاص، وضائلة بل إن صح التعبير إنعدام خدمات الاعلام كالاحاطة الجارية او البث الانتقائي للمعلومات، وغير ذلك مما لا يسعني ذكره. كل هذا وغيره الكثير أدت بلا محالة لتكون عوائق وعقبات في مسار البحث العلمي والتعليم والبناء المعرفي المجتمعي.
ولو قارنا ما سبق ذكره مع ما قد يقدمه الوصول الحر من خدمات لعلمنا أننا نحجم عن فاتحة في تنمية الحركة العلمية في مجتمعتنا، فلو قسنا ما سبق على سبيل مثال مع الاتاحة لوجدنا كافة المعلومات بضغطة زر Finger -press هي بين أيدينا، ولو تعقبنا موضوع الخزن فالقضية قد لا تستوعب مجرد قرص ممغنط أو خادم Server . بخلاف مزايا أخرى هي من أولويات البحث العلمي مثل الفورية والمشاركة المتبادلة والتقاسم المعرفي.
دعوة للكل أن يفكر ملياً في ماذا قد يسهم الوصول الحر في الحركة العلمية والاتصال العلمي، بل وحتى في حياتنا اليومية. ولننظر ما أدركه الغرب من الاهتمام الجم بحركة الوصول الحر وما بذلوه من أجل تسييره ودعمه.
وقبل الختام أدعوا الناشرين التجاريين أن يكونوا هم أول الداعمين لحركة الوصول الحر فهي باب خير لهم، ولينظروا إلى تجارب الناشرين في العالم الغربي الذين كانوا من بين الراعين والداعمين للوصول الحر. والنماذج في ذلك كثيرة.